إنطلقت موهبته التمثيلية منذ طليعة السبعينات وإستطاع أن يثبت فنه للجمهور وصناع الفن، ولكنه شعر في وقت من الأوقات بأن موهبته لم تقدر بالقدر الكافي وأنه لديه الكثير ليقدمه إلي الجمهور، فغادر مصر بحثاً عن صناع فناً يقدرون موهبته حقًا، ولم يعلم بأن هذه الفترة التي قضاها بالخارج سوف تأثر عليه سلبياً حينما يعود إلي مصر، وهذا تماماً ما حدث معه وجعله نادمًا، وعلي الرغم من ذلك إلا أنه ترك طابعاً بالدراما المصرية ظل كعلامة مسجلة لدي جمهوره، إنه الفنان “أحمد خليل”.
نشأته
في اليوم الثالث عشر من شهر يوليو عام 1941 ولد الفنان “أحمد محمد خليل إبراهيم”، بإحدي محافظات مصر وتحديداً محافظة الدقهلية، نشأ بين ستة أشقاء وسط أسرة تهتم بثقافة أبنائها ومستواهم التعليمي، فكان والده يعمل طبيبًا تخصص في السرطان النخاعي وعلاجه، وكانت والدته حاصلة أنذاك عي شهادة من إحدي مدارس فرنسا وتعادل الثانوية العامة الآن، وجده كان ناظرًا بإحدي مدارس الثانوي في قرية بلقاس.
عشق فن التمثيل منذ نعومة أظافره، وكان دائم القيام بأدوار صغيرة من وحي خياله البرئ، وتلقي بسبب ذلك “علقة سخنة” من والده، بعد ذلك إنتقل مع عائلته إلي محافظة القاهرة حتي يلتحق هناك بمدرسة الأورمان الثانوية، وإنتقل منها إلي مدرسة السعيدية حتي ينضم إلي فريق التمثيل هناك.
تكريم عبد الناصر له
حصل في الثانوية العامة علي مجموع إستطاع أن يؤهله إلي أحد الكليات العلمية أنذاك، ولكنه قد عشق التمثيل أكثر ودفعه ذلك إلي الإلتحاق بالمعهد العالي للسينما شعبة تمثيل، وكان يريد والده أن يلتحق بقسم الإخراج ولكن رغبة إبنه كانت أقوي بعدما تيقن أن التمثيل هو مجاله الذي قرر أن يسير إليه، فما كان من والده إلا أنه وقف متحيرًا أمام رغبة إبنه حتي رأي الرئيس الراحل الأسبق جمال عبدالناصر يكرمه.
وفاة والده
توفي والده بنفس المرض الذي تخصص في علاجه وهو “سرطان النخاع”.
وفي عام 1965 عُين كمعيدًا في معهد السينما، وخلال تلك الفترة قرر أن يشارك الفنان الراحل كرم مطاوع بالتمثيل معه علي خشبة مسرح الجيب، وقدما تسعة مسرحيات، بدأ في أول الأمر كـ كومبارس ومع الوقت بدأت أدواره ترتفع حتي وصل إلي دور البطولة ولكن صُدرت إحدي القرارات التي أمرت بإلغاء مسرح الجيب، فعاد ثانية إلي التدريس في المعهد.
أول ظهور سينمائي
في عام 1969 رشح لأحد الأدوار بفيلم “وجوه للحب” وكان هذا هو أول ظهور له علي شاشة السينما المصرية، وبعدها ظهر في فيلمين وهما “التلاقي، وفيلم زهور برية”، ولكنه شعر بأن هناك حاجزًا بينه وبين العمل السينمائي وعبر عن ذلك قائلاً بأن السينما لا تحبه، لذلك بدأ يلتفت إلي عالم الدراما والتي برع فيها بعد ذلك.
الإعتزال المبكر
في مطلع السبعينات قرر أن يعتزل الفن، وعندما سئل عن السبب وراء ذلك قال:
“قررت اعتزال التمثيل لأنني شعرت بالمهانة كممثل، حيث لا يحترم أحد آدمية الفنان، فأصبحنا نعاني من عدم وجود حجرات لائقة لاستبدال الممثلين ملابسهم قبل التصوير ولم يكن الإنتاج ينفق على الأعمال الدرامية بسخاء، وأصبحت مهنة الفن، خاصة في مجال الإبداع التمثيلي، وسيلة لأكل العيش لكل من هب ودب”.