الشرير الظريف “محمد الديب” كرمه السادات وظلمه الجمهور

تمكن العديد من نجوم الشر في السينما المصرية تحقيق قدراً ليس بالقليل من الشهرة، فكثيراً ما كانت تثير الشخصية الشريرة مشاعر المشاهدين في الفيلم، ومن هنا يبقى في ذهن المشاهد ملامح وصورة الفنان الذي قام بتمثيل الدور وأثار غضبه، وقد يصل الأمر إلى حد أن يسبه ويلعنه إن قابله في الطريق، وهو ما كان عادة يحدث للفنان الكبير توفيق الدقن، فكثيراً ما لاحقه الجمهور في الطريق رغبة منهم في الانتقام منه بسبب الأدوار ذات الطابع الشرير التي قام بها، حيث لم تكن ثقافة الجمهور في هذا الوقت تدرك أن الممثل يقوم بأداء دور وهو يختلف تماماً عن شخصيته الحقيقية، وبسبب أن التليفزيون لم يكن قد ظهر خلال فترة الثلاثينيات من القرن الماضي ليستضيف الفنانين على طبيعتهم لذلك أصبحت صورة الممثل في الأفلام كما هي في أذهان المشاهدين عن طريق أعماله فقط.

مشوار “محمد الديب” الفنى

وكان الفنان محمد الديب من أحد هؤلاء الفنانين المشهورين بأداء أدوار الشر، ولكنه لم يتمكن من تحقيق شهرة واسعة بسبب توقف أدواره دائماً عند الدور الثانوي، فضلاً عن تألقه على المسرح أكثر من تألقه في السينما، ولسوء حظه لم يكن التسجيل قد عرف خلال تلك الفترة، فهو من مواليد عام 1908 وعمل في السينما خلال منتصف الثلاثينيات وله العشرات من الأدوار المساعدة.

تزوج من الفنانة جمالات زايد وهي خالة الفنانة الشهيرة معالي زايد، واعتزل الفن، وكرمته الدولة في عيد الفن في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وظل بعيداً عن السينما والأضواء إلى أن توفاه الله في 21 من شهر أكتوبر سنة 1979 وهو في عمر 71 عاماً.

محمد الديب