إذا أردت أن تشرح وجهة نظرك للآخرين أو أن تطلب منهم المساعدة في إنجاز شيء تُحبه، وحتى إذا كنت تعمل في أحد مجالات التسويق وترغب في بيع خدمة أو منتج، فأنت بحاجة إلى قوة الإقناع، تلك القوة التي يُمكن من خلالها أن تُنجز ما تريد وتُحقق أهدافك بسرعة بل وتُسخِّر الآخرين لتحقيق تلك الأهداف أيضاً، نتعرف في كلمة دوت أورج على مهارات الإقناع السبع التي تجعلك قادراً على تحقيق أهدافك وتوصيل أفكارك بطريقة أفضل.
تعريف الإقناع وأهميته
الإقناع هو عملية التأثير على مواقف وسلوك الجمهور بغرض تحقيق هدف معين مثل توجيه الجمهور إلى فكرة أو شراء منتج أو خدمة. وتكمن أهمية الإقناع بأنه مفتاح تحقيق الغايات الكبرى سواء على صعيد الأشخاص أو الجماعات والدول، ويُعتبر الإقناع أول وأهم أهداف وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها، لأنها تحاول التأثير على الجماهير بشكل دائم ومستمر لتبني فكرة محددة أو شراء منتج دون الآخر.
مهارات الإقناع
إذا أردت أن تقوم بشرح موقفك وإيصال أفكارك للآخرين أو دفعهم لشراء خدمة أو منتج يجب أن تتقن فن الإقناع من خلال المهارات التالية:
الثقة بالفكرة أو المنتج
إذا أردت أن تكون مُقنعاً للآخرين لا بد لك أن تكون واثقاً من الفكرة أو المنتج الذي تريد إقناع الآخرين باستخدامه. لن تتمكن بأي حال من الأحوال أن تُقنع الآخرين بشيء لست واثقاً منه، وهذا ما يفعله البعض عندما يروج لمنتجٍ ما، دون أن يُجرب استخدامه ودون أن يعرف ما يكفي من المعلومات عنه.
كلما ازدادت قناعتك وثقتك بالفكرة أو المنتج الذي تروج له كلَّما كنت قادراً على إقناع الآخرين به، وعندها سوف تكون قادراً على تعزيز مصداقيتك وسُمعتك بين الناس، الأمر الذي يمنحك المزيد من القوة عندما تحاول إقناعهم بشيء آخر.
لا تبدأ ولا تنهي الحديث بالطلب
كثيراً ما ينفُر الناس من أولئك الذين يبدؤون حديثهم بالطلب أو ينهون حديثهم بذلك، ابدأ حديثك بشيء يحبه المُتلقي ويجعله راضياً ومطمئناً بالحديث معك عندها يُمكن لك أن تطرح الفكرة أو الطلب الذي تريدُه منه وتُلحق ذلك بكلمات من الإطراء والمجاملة الصادقة التي لا تُشعر المُتلقي بأنك تُبالغ في مدحه، حاول دائماً أن يكون الطلب أو الفكرة التي ترغب بإقناع الآخرين فيها في منتصف الحديث.
طرح الأسئلة وتهيئة المتلقي
من الذكاء والفِطنة أن تبدأ بتهيئة المتلقي قبل طرح الفكرة التي تريده أن يقتنع بها، والعمل على تأسيس نِقاط تفاهم مشتركة تبني على أساسها الفكرة المُستهدفة.
يُمكن أن تبدأ الحديث مع المتلقي عبر طرح ثلاثة أسئلة تمهيدية ذات علاقة وثيقة بالفكرة التي تريد أن تقنعه بها بشرط أن تكون مُتأكداً أنَّ المُتلقي سوف يجيب عليها بالموافقة، سوف يجعله ذلك في حالة استعداد لقبول النقطة الرابعة وهي “الفكرة” التي ترغب بإقناعه بها.
توضيح قيمة الفكرة أو المنتج
يجب توضيح القيمة أو الفائدة التي سوف يحصل عليها المُتلقي من الفكرة أو المنتج الذي تريد أن تقنعه باستخدامه.
كثيرٌ من الناس يملكون أفكاراً رائعة ومنتجات متميزة إلَّا أنهم يفشلون بإقناع الآخرين لأنهم لا يُجيدون توضيح الفائدة الحقيقية من تلك الأفكار والمنتجات.
قد تكون تلك الفائدة دنيوية أو أخروية وقد تكون مادية أو معنوية ولكن لا بد من إبراز وتوضيح الفائدة من تلك الفكرة أو المنتج بشكل واضح وبكثير من الصدق دون مبالغة أو تزييف للحقائق.
الشُهرة والمرجعية
في كثير من الإعلانات تستعين الشركات الكبرى بشخصيات رياضية أو فنية مشهورة ومؤثرة، وفي عالم التواصل الاجتماعي يهتم الناس بقراءة المنشورات أو مشاهدة الفيديوهات التي حصَلت على نسبة مرتفعة من التفاعل والمشاهدات.
كذلك تُساعِد الأمثلة والتجارب السابقة على إقناع الآخرين بالفكرة أو المنتج كأن تخبره مثلاً بأنَّ شخصاً مشهوراً قد جرب هذا المنتج وأنه قد حصل على نتائج رائعة وتعطي المتلقي مجموعة من الأمثلة الإيجابية والصادقة التي تشجعه على الاقتناع بالفكرة.
الاستفزاز والتحفيز
أحياناً قد لا تنفع مع الشخص طريقة طرح الفكرة أو الطلب بشكل مباشر، فبعض الأشخاص يحبون المعارضة في كل شيء، إذا أردت أن تُقنع شخصاً من هؤلاء بفكرة ما يجب عليك أن تعتمد أسلوب الاستفزاز والتحفيز كأن تتحدى ذلك الشخص بأنه غير قادر على فعل الشيء الذي تطلبه منه، أو أن تخبره بأنه لا يستطيع تحمل تكاليف منتج معين لأن سعره مرتفع قليلاً.
بعض الأشخاص إذا أردت إقناعهم بفكرة أو منتج، يجب أن تحاول إقناعهم بالابتعاد عن تلك الفكرة أو المنتج ويجب التعامل معهم بشيء من الذكاء ومحاولة معارضتهم واستفزازهم بشكل لا يُقلل من احترامهم ولا يجعلك تخسرهم في الوقت نفسه.
المتابعة بحذر
قد لا تتمكن من إقناع شخصٍ ما بفكرتك منذ اللِّقاء الأول وهنا لا بد من المتابعة والتذكير بشكل مناسب لا يُنفر ذلك الشخص منك ولا يحرمك من البناء على اللِّقاء الأول وتعزيز إيمانه بالفكرة واقتناعه بها في الوقت نفسه.
كانت تلك مجموعة من المهارات التي تضمن لك اقتناع الآخرين بفكرتك أو بالمنتج الذي تروج له في حال استخدمتها بشكل جيد، إلَّا إذا كان ذلك الشخص يحمل الكثير من المشاعر السلبية نحوك ولا يُريد الاقتناع منك مهما قلت أو فعلت.