جاءت زيارة الأمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور “أحمد الطيب” لمدينة أسوان نهاية للفتنة القائمة بين قبيلتين “الدبوداية” و”الهلالي” وذلك بعد نجاح الشيخ الأكبر في لقاء مع وفدين من الطرفين بإقرار خريطة للخروج من تلك الأزمة ووقف نزيف الدم واخماد هذه الفتنة ، وذلك من خلال تشكيل لجنة من الطرفين قراراتها ملزمة للطرفين ،
كان الأمام الأكبر قد وصل يوم السبت إلى مطار أسوان الحربي وقام بالذهاب إلى ديوان عام المحافظة بسيارة مدير الأمن ومعه وزير الأوقاف و الدكتور “محمد مختار مفتي الجمهورية ” ،
وبدأ فضيلة الامام الاكبر فور وصوله بأجتماع مع ممثلي قبيلة بني هلال بحضور اللواء محافظ اسوان ووزير الاوقاف ،
وأكدوا ممثلي بني هلال للدكتور الطيب أنهم نابتهم حالة من الغضب فور عرض جثث أفراد بني هلال وحمولة وسائل الأعلام زيادة الأحتقان لقيامهم بعرض فيديوهات وصور على الفضائيات ،
ونجح الدكتور الطيب بأحتواء غضبهم وأكد لهم أنه يعلم من هم بني هلال ومن هم أبناء النوبة ، وطلب منهم التسامح لأنه الدين الأسلامي والقدوم على الصلح ، وأكد لهم أن الدية موجودة في الأسلام وأن الرسول “ص” طبق الدية وأنه ليست الغلبة بكثرة القتلى ، ووافقوا بني هلال على الصلح بعد أقناع شيخ الأزهر لهم ،
وأثناء خروج بني هلال من الأجتماع مع الشيخ الطيب تصادفوا مع أعضاء الدابودية الذين كانوا يجهزون لملاقاة شيخ الأزهر ، فتعانق الطرفان في مشهد مؤثر وتبادل الطرفين الأحضان لفترة زمنية كبيرة ،
وفي لقاء الدكتور الطيب الثاني مع قبيلة الدابودية أكدوا هم الآخر على أن وسائل الأعلام الطرف الأول لأشعال الفتنة وتاجيجها ، واكدوا أنهم سيقبلون أي قرار أو ما يملى عليهم من شيخ الأزهر وأنتهى الاجتماع على موافقة الطرفان في الصلح بعد تشكيل لجنة لذلك ،
وبدأ مؤتمر الصلح في قاعة مجلس محلي أسوان بحضور شيخ الأزهر ووزير الأوقاف ومحافظ اسوان وتلوا بيان الصلح على الحاضرين والتعازي وبعضاً من الحديث المشفي لصدور الجميع كأخوة في الوطن قبل الدين والجميع من أب وأم واحد ،
واكد شيخ الأزهر خلال كلمته على النية في صفاء القلوب تجاه بعضهما واستعدادهما لتفادي الدماء مرة أخرى وذلك من خلال اللجنة المشكلة من الدكتور الطيب والسيد المحافظ والتي ستعمل على اعطاء كل ذي حقاً حقه وأرضاء الطرفين تكون قرارات اللجنة ملزمة للطرفين كما تعاهد الطرفان بعدم التعرض لبعضهم وممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي والتنقل بحرية تامة مع بعضهما ،
وقال الشيخ الازهر في نهاية الاجتماع ان هذه الحادثة غريبة على شعب اسوان الذي عشت فيه 4 سنوات وانها سحابة صيف وستذهب وطلب في نهاية لقاءه قراءة الفاتحة على الزام الطرفين بما جاء في وثيقة الصلح مؤكداً ان زيارته القادمة لأسوان ستكون للصلح النهائي ،
ونقل شيخ الازهر أستياء الطرفين من وسائل الأعلام وطلب منه ان يتقوا الله في الوطن وشعبه وأن يقوموا بتبني موقف وخطاب رشيد يدعوا للمصالحة وحقن الدماء .