يمضي شهر رمضان مسرع الخطا، ومع اقتراب موعد رحيل الشهر الكريم يكثر السؤال والبحث عن زكاة الفطر لهذا العام 2019، وحكمها الشرعي، وشروط إخراجها، وعلى من تجب من المسلمين وأوجه صرفها، وتخضع تقييم صدقة الفطر لطبيعة الاسعار في كل بلد، فهي ليست واحدة في كل بلاد المسلمين، إذ تختلف من بلد لآخر، على الرغم من أنها محددة المقدار كما حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن تختلف القيمة كما ذكرنا من مكان لآخر، وقد قامت دار الإفتاء المصرية ضمن سلسلة فتاواها في شهر رمضان المبارك أوضحت أبرز ما يفيد المسلمين والسائل بخصوص صدقة الفطر.
ما هي زكاة الفطر ومقدارها ؟
كما ورد في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: “أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرض زَكَاةَ الفِطْرِ من رمضان على الناس صاعًا من تَمْرٍ أو صاعًا من شعير على كل حُرٍّ أو عَبْدٍ ذكر أو أنثى من المسلمين”، فهي زكاة مفروضة ويجب إخراجها على المسلم قيب أداء صلاة عيد الفطر وفق المقدار الذي حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فسر العلماء الطعام أنه غالب قوت أهل البلد، فقد يكون تمرًا أو شعيرًا أو قمحًا ونحوه، ويخرجها العائل على من تلزمه نفقته.
شرط وجوب زكاة الفطر ولماذا شُرعت ؟
أبرز شروط وجوب إخراجها المقدرة المادية، فالفقير الذي لا يملك ما يفضل عن قوته وقوت من تجب عليه نفقته ليلة العيد ويومه فصدقة الفطر ليست واجبة عليه لعدم المقدرة، أما تشريعها فلأنها تطهير للصائم من اللغو والرفث ومساندة الفقراء وإغنائهم عن السؤال في يوم العيد، يوم فرح المسلمين بقدوم العيد لقوله صلى الله عليه وسلم “أغنوهم عن طواف هذا اليوم”
ما هو وقت إخراج زكاة الفطر ؟
أوجبها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين وقد اختلف الفقهاء على عدة آراء في وقت إخراجها:
- الحنفية قالوا وقت إخراجها دخول فجر يوم العيد .
- الشافعية والحنابلة : وجوبها بغروب شمس آخر يوم من رمضان .
- المالكية والحنابلة: أجازوا إخراجها قبل وقتها بيوم أو يومين، فقد ورد عن الحسن أنه “كان لا يرى بأسًا أن يُعَجِّلَ الرجل صدقة الفطر قبل الفطر بيوم أو يومين.
ووفقًا لدار الإفتاء المصرية “لا ترى مانعًا شرعًا من تعجيل زكاة الفطر من أول دخول رمضان، كما هو الصحيح عند الشافعية؛ لأنها تجب عندهم بسببين: بصوم رمضان والفطر منه، فإذا وجد أحدهما جاز تقديمه على الآخر، ويمتد وقت الأداء لها عند الشافعية إلى غروب شمس يوم العيد، ومن لم يخرجها لم تسقط عنه وإنما يجب عليه إخراجها قضاء”.
لمن تُخرج زكاة الفطر ؟
تُخرج صدقة الفطر للفقراء والمساكين وباقي الاصناف الثمانية الذين ذكرهم الله في آية مصارف الزكاة وهم :
- الفقراء.
- المساكين.
- العاملين عليها ( جباة الزكاة)
- المؤلفة قلوبهم ( من كان في قلوبهم ضعف الإيمان).
- الرقاب (تحرير العبيد).
- الغارمين.
- في سبيل الله.
- ابن السبيل.
ومن الجائز إخراج الزكاة ودفعها لشخص واحد او توزيعها على عدة اشخاص والأفضل بينهما أيهما كان أبلغ في تحقيق الإغناء للفقير.
ما مقدار زكاة الفطر وهل يجوز إخراجها نقدًا ؟
حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصاع من غالب قوت أهل البلد وصاع رسول الله من المكاييل ويعادل بالوزن 2.04 كيلو جرام تقريبًا ومن زاد عنذا المقدار فهو خير وجائز.
والاصل في إخراجها طعام كما ورد في السنة النبوية الشريفة وهو ما اتفق عليه المذاهب الأربعة المحررة ( المتبعة)، ولكن إخراجها بالقيمة جائز ويجزئ وهو قول الحنفية وجماعة من التابعين وطائفة من أهل العلم قديمًا وحديثًا.
وهذا ما أفتت به دار الإفتاء المصرية الآن، لأن “مقصود الزكاة الإغناء، وهو يحصل بالقيمة والتي هي أقرب إلى منفعة الفقير، لأنه يتمكن بها من شراء ما يحتاج إليه، ويجوز إعطاء زكاة الفطر لهيئة خيرية تكون كوكيلة عن صاحب الزكاة في إخراجها إلى مستحقيها”، وقد حددتها دار الإفتاء لهذا العام بـ 13 جنيهًا.
من لا تجب عنهم زكاة الفطر ؟
تجب الزكاة للفطر عن المسلم الصغير والكبير، الأنثى والذكر ، والمملوك، أما من لا تجب عنهم فهم :
- لا تَجِبُ زكاةالفطر عن الميت الذي مات قبل غروب شمس آخر يومٍ من رمضان،
- لا يجب إخراج زكاة الفطر عن الجنين إذا لم يولد قبل مغرب ليلة العيد كما ذهب إلى ذلك جماهير أهل العلم، لكن من أخرجها عنه فحسن.