في حديث إلى الشرق الأوسط، يقول محمد بن سلمان أن المملكة لا تسعى إلى الحرب، لكنها ستدافع عن نفسها ضد التهديدات، وقال أيضاً إن مقتل الصحفي جمال خاشقجي “جريمة مؤلمة” وأن العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة هي مفتاح الاستقرار الإقليمي.
قال ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان “، نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، إن المملكة العربية السعودية لا تريد حرباً في المنطقة، لكنه شدد على أنها “لن تتردد في التعامل مع أي تهديد لشعب المملكة وسيادته ومصالحة الحيوية” .
في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط، قال ولي العهد إن المملكة” دعمت إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران بدافع اعتقادنا بأن المجتمع الدولي بحاجة لاتخاذ موقف حاسم ضد إيران” .
وأعرب عن أمله في أن يختار النظام الإيراني أن يصبح دولة طبيعية، وأن يكف عن سياسته العدائية، وقال بن سلمان، إن الهجمات على ناقلات النفط في الخليج والمنشآت النفطية في المملكة ومطار أبها ” تؤكد على أهمية طلبنا أمام المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حاسم ضد نظام توسعي يدعم الإرهاب ونشر الموت والدمار على مدى العقود الماضية، ليس فقط في المنطقة ولكن في العالم بأسرة” .
وانتقد إيران لاستخدامها المزايا الاقتصادية للصفقة النووية ” لدعم أعمالها العدائية في المنطقة”، وبينما شدد على أن يد المملكة تمد دائماً للسلام، قال ” إن النظام الإيراني لم يحترم رئيس الوزراء ( الياباني) كضيف (في إيران) وجعل خلال زيارته رداً فعالاً على جهوده من خلال مهاجمة الاثنين ناقلات النفط في الخليج، واحدة منها كانت يابانية”.
كما استخدمت مليشياتها لتنفيذ هجوم مُخزي على مطار أبها، وهذا دليل واضح على سياسة النظام الإيراني ونواياه لاستهداف أمن واستقرار المنطقة، كما أعرب عن ثقته في أن ” علاقاتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة لن تتأثر بأي حملات إعلامية أو مواقف تعسفية”.
تسعى المملكة باستمرار إلى ” توضيح الحقائق والمفاهيم الخاطئة من قبل بعض الأطراف في الولايات المتحدة ودول أخرى، نستمع إلى ما هو مفترض ، ولكن في نهاية المطاف أولويتنا هي مصالحنا الوطنية”.
وقال إن المملكة العربية السعودية دعمت كل الجهود للتواصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، لكن المليشيات الحوثية تعطي الأولوية لجدول أعمال إيران على مصالح اليمن وشعبها”.
وقال” لا يمكن للمملكة قبول وجود مليشيات غير شرعية على حدودها” ، مضيفاً ” نحن لا نسعى فقط لتحرير اليمن من المليشيات الإيرانية، ولكن تحقيق الرخاء والاستقرار لجميع الشعب اليمني”.
قال ولي العهد في المقابلة إن بلاده مهتمة بشدة بأمن السودان واستقراره، “ليس فقط بسبب الأهمية الاستراتيجية لموقعة وخطر انهيار مؤسسات الدولة، ولكن العلاقات الأخوية القوية التي تربطنا”، وأتعهد بمواصلة دعم إخواننا في جميع المجالات حتى يحقق السودان ما يستحقه في الرخاء والتقدم.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، قال إن الرياض تعمل مع حلفائها لتحقيق أهدافها، بما في ذلك “هزيمة داعش، ومنع عودة ظهور المنظمات الإرهابية، لتحقيق انتقال سياسي في تمشيا مع القرار 2254، بطريقة تحافظ على وحدة سوريا”.
وصف ولي العهد مقتل المواطن جمال خاشقجي بأنه ” جريمة مؤلمة للغاية”.
وقال إن المملكة تسعى إلى تحقيق العدالة الكاملة، يجب على أي طرف يسعى إلى استغلال القضية سياسياً، التوقف عن ذلك وتقديم أي دليل لديه إلى المملكة للمساعدة في تحقيق العدالة.
كما تعهد بالتقدم بثقة في نهج المملكة في مواجهة جميع أشكال التطرف والطائفية بحزم، وقال ولي العهد: لن نضيع وقتنا في تقديم حلول جزئية للتطرف حيث أثبت التاريخ عقم هذه الجهود.
فيما يتعلق بالاقتصاد، أعرب عن التزامه” بالاكتتاب العام الأولي لشركة ” أرامكو السعودية بالنظر إلى أنه في ظل الظروف المناسبة، وفي الوقت المناسب، لكنه قال ” إن تحديد موقع الاكتتاب العام الآن سابق لأوانه”.
وقال إن الرؤية السعودية 2030 انتقلت من التخطيط والتصميم إلى التنفيذ على جميع المستويات، وبدأت في العثور على النتائج، ما يحدث في المملكة ليس مجرد مجموعة من الإصلاحات المالية والاقتصادية التي تهدف إلى تحقيق أرقام محددة، ولكن إعادة هيكلة شاملة لاقتصاد المملكة لتحقيق قفزة إلى الأمام في الأداء الاقتصادي والتنموي على المدى المتوسط والطويل، وقال: إننا نتحول الآن من اقتصاد يتميز بالإنتاجية والقدرة التنافسية العالمية.
قال ولي العهد” أنا فخور بأن المواطن السعودي يقود التغيير في وقت يخشى الكثيرون من أن الرؤية ستواجه مقاومة بسبب حجم التغيير الذي تستلزمه، وأضاف “أخبرني الكثير أن أصعب جزء سأواجهه في تحقيق هذا التحول الاستراتيجي هو المقاومة، لكنني رأيت هذا كعامل صغير جداً عند النظر إلى الشباب السعودي الذي يقود التغيير الآن.
الأخبار حول الاكتتاب العام المتوقع لشركة أرامكو السعودية في الأسواق العالمية.
قال ولي العهد، نحن ملتزمون بالاكتتاب العام الأولي لشركة أرامكو السعودية، ولكن في ظل الظروف المناسبة وفي الوقت المناسب، كما ذكرت سابقاً، أتوقع أن يحدث بين عام 2020 وبداية عام 2021، وتحديد موقع الاكتتاب العام الآن سابق لأوانه، تم إكمال الكثير من العمل بنجاح، وسيعتمد الإطار الزمني للعرض على عدة عوامل من بينها: ظروف السوق للاكتتاب العام، بالنظر إلى حجمها، واستحواذ أرامكو السعودية على حصة أغلبية في سابك من PIF .
هذا الأخير هو صفقة من شأنها أن تؤثر على تحول ممتاز من خلال إنشاء شركة وطنية متكاملة بالكامل للطاقة والبتروكيماويات التي ستقود قطاع الطاقة العالمي وتعزز إمكانيات النمو في أرامكو السعودية، و ربحها في أسواق النفط المتقلبة.
فيما يتعلق بالتحضيرات للاكتتاب العام في أرامكو السعودية، تم اتخاذ العديد من الإجراءات المهمة، بما في ذلك إصدار نظام ضريبة المواد الهيدروكربونية، وإعادة إصدار اتفاقية امتياز حصرية، وتعيين مجلس إدارة جديد وإصدار أول مرة على الإطلاق من أرامكو السنوية التقرير المالي ومراجعة احتياطياتها النفطية، كل هذه التدابير تعزز الشفافية، التي تُعد مبدأً أساسياً في الرؤية السعودية 2030، والتي تلتزم بحماية المملكة ومصالح المستثمرين المحتملين.
حققت أرامكو السعودية، من جانبها، العديد من الإنجازات ضمن برنامجها الداخلي استعداداً للاكتتاب العام، من أهم ميزات البرنامج تعديل القواعد واللوائح الداخلية، والتحول إلى شركة مساهمة وإصدار تقريرها المالي، و تلبية متطلبات الأسواق المالية المحتملة للاكتتاب العام، وقد أدى هذا إلى رضا المستثمرين في جميع أنحاء العالم، كما رأينا من خلال طرح السندات الأخير.