تشهد أسعار الذهب عالمياً حالة من التقلب الغير مسبوق بالأسعار وربما لهذا ما يبرره بعد أن تراكمت جميع العوامل التي تجعل من الذهب عنصر اقتصادي غير مستقر الأسعار بين الهبوط والصعود ليس بشكلٍ متدرج بل بشكل عنيف ومفاجئ وبصورة يومية، ويتبقى للجمع أن يتساءل خاصة من هؤلاء المهتمين وبشدة بأحدث أخبار الذهب وأحدث أسعار المعدن النفيس حول ما هي توقعات أسعار الذهب في القريب العاجل خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة حيال الوضع التجاري لبلاده مع الصين.
حيث صرح الرئيس الأمريكي بتصريحات خطيرة بل وتحمل تطورات كبيرة في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، حيث أن أكد انه بصدد فرض 10% رسوم تجارية وجمركية على واردات صينية للولايات المتحدة بقيمة 300 مليار دولار، قرار صادم وكاسر للصين، جعل الأخيرة ترد فوراً بأنها لن تتردد في اتخاذ إجراءات مضادة إن فعلها ترامب، وبعدها يتراجع الرئيس الأمريكي بتصريح أخر أنه مستعد لتخفيف تلك الإجراءات المتوقعة إن أحدثت بكين تغير ايجابي، وهنا كيف سيكون وضع أسعار الذهب عالمياً ومحلياً قريباً تحت تأثير تلك التصريحات.
توقعات أسعار الذهب في الأجل القريب
بداية عندما جاء قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بمعدل ربع نقطة مئوية، توقع الجميع أن يقفز الذهب بسرعة كبيرة وبوتيرة عالية، مُستغلاً ضعف الدولار الناتج عن قرار خفض الفائدة، لكن توقف هذا الأمل وبسرعة بعد تصريحات الفيدرالي أن الخفض الأخير للفائدة هو متوسط الأمد بل وأضاف أنه لن يترافق معه أي تيسيرات أو تخفيضات أخرى قريباً.
فبعد التفاؤل جاء التشاؤم سريعاً، وبدل أن يرتفع الذهب بسرعة بعد قرار الفيدرالي كما هو متوقع انخفض الذهب وتراجع رغم تراجع الدولار، وربما كانت تلك المرة من المرات القلائل التي يتراجع فيها كل من الذهب والدولار معاً، ومن هنا نستفيد أن رأس مال المستثمر والمُضارب جبان وبشدة، وأي تغير طفيف بالمشهد يُحدث تأثير قوي وسريع.
ثم نأتي لتصريحات ترامب، ففور تصريحات الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جديدة بمقدار 10% على واردات الصين، توقع الجميع انخفاض الدولار وارتفع الذهب بشكل قياسي، حتى أنه سجل زيادة بسعر الجرام محلياً بمصر بمقدار 8 جنيه للجرام الواحد، وبالفعل لو توقفت تصريحات ترامب عند وعيد زيادة الرسوم التجارية مع خفض الفائدة من الفيدرالي لكان الذهب شهد ارتفاعات قياسية غير مسبوقة خلال الأيام القادمة.
لكن تراجع ترامب بإمكانية تخفيف قراره أو حتى التراجع عنه إذا ما اتخذت الصين إجراءات ايجابية على حد وصف الرئيس الأمريكي، سوف تحد كثيراً من صعود الذهب في الأيام القادمة، وان كانت فرص صعوده قائمة وبشدة ولكن بوتيرة أقل بعد تراجع تصريحات الرئيس الأمريكي، ويكفي حتى نكون دقيقين أي تطور إيجابي في اتفاق الصين والولايات المتحدة ليدفع بالدولار للأمام والذهب للخلف.
ومن هنا إن كل فرص ارتفاع أسعار الذهب مقابل الدولار قائمة، من انخفاض توقعات النمو العالمي وانخفاض معدلات الفائدة الأمريكية وتراجع الدولار، ومع هذا ورغم فرص الصعود تلك، يكفي تصريح واحد مُفاجئ من الرئيس الأمريكي أو تطور سريع في اتفاقيات التجارة العالمية ليدفع الذهب للوراء مؤقتاً ولكن وبطبيعة الحال العصر عصر الذهب حتى أخر العام 2019.