إن وباء الكورونا المستحدث كوفيد-19، يعتبر واحد من الفيروسات الخطيرة التي تؤثر على الجهاز التنفسي وتؤدي إلي حدوث التهاب رئوي حاد يتسبب في تعطيل الجهاز التنفسي ثم الفشل الكلوي والموت، وقد وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه وباء بالغ الخطورة وذلك بسبب انتشاره داخل أكثر من مائة دولة حول العالم، ولقد تسبب في إصابة نحو 130000 حالة، وموت اكثر من 5000 شخص حتى الآن.
حقائق حول فيروس كورونا
من المعروف أن بداية ظهور فيروس كورونا داخل الصين كان في منتصف شهر ديسمبر من العام الماضي 2019، الأمر الذي تسبب في حالة من الهلع والرعب في شتى أنحاء البلاد، إلى أن تمكنت الصين من خلال قدرتها النظامية والطبية وأيضا جانب التوعية الصحية حيث نجحت بصورة كبيرة في التغلب على الوضع.
تمكنت من السيطرة على معدلات تفشي الوباء، وهذا بفضل سرعة الكشف ودقة الفحص على الحالات والمشتبه في إصابتها، ومنح الرعاية الطبية المتكاملة للمصابين، وعزل بؤر الإصابة بكورونا “COVID-19 “، وقامت الصين بتعطيل العمل والدراسة في المدارس والكليات، ومنعت السفر والانتقال في بداية ظهور الفيروس وحتى مدة قريبة.
لقد قامت الصين في بناء مستشفيات متخصصة للحالات المصابة بالكورونا، كما قامت بتطوير التشخيص على الحالات المشتبه فيها بكل دقة وسرعة، كما عمدت إلي تجربة بعض العلاجات والأعشاب الطبيعية الفعالة لمكافحة الفيروس، وقامت الصين بإتاحة السلع الغذائية والصحية ومستلزمات الوقاية بكل أرجاء الدولة، ولا ننسى أبدا الدور الاعلامي البارز في بث الجانب التوعوي لمكافحة الوباء، وتقديم المعلومات الوافية حول كل ما يتعلق بالأمر وذلك بصورة يومية.
أدوية استخدمتها الصين لمكافحة COVID-19
قد ثبت مؤخرا فاعلية مجموعة من العلاجات المتخصصة ومن أبرزها عقار “Favilavir” وأيضا “الكلوركين والكلوركين” “فوسفات chlorquine and chlorquine Phosphate” وكذلك “Remedisivir” دخولا إلي المراحل الأخيرة لتصنيع العلاج وتصريحه وتعميمه وهذا لأن تلك العقاقير حققت نسب شفاء تخطت 85% مع بلازما المصابين الذين تم شفاؤهم ودواء الانترفيرون.
أما فيما يخص مصل “Vaccine” فتقوم الآن مجموعة من الجامعات الصينية ومراكز البحوث وكذلك شركات إنتاج الأدوية الصينية أيضا والعالمية، بالتوصل لتصنيع المصل لمكافحة COVID-19 وهم الآن يقومون بعمليات البحث والتجريب عبر تقنيات التكنولوجيا الحيوية وتجربة المصل على حيوانات التجارب.
التوقعات المستقبلية لوباء كورونا
فيما يخص التوقعات المستقبلية لوباء كورونا “COVID-19 “ونسب الانتشار فمن الصعب التعرف على ذلك وبشكل دقيق، وذلك لأن وباء الكورونا مازال يحمل الكثير من الغموض من خلال طرق العدوي وتطور الفيروس. إلي جانب اختلاف البلدان في كيفية التعامل ضد الوباء حسب استطاعتهم الطبية والصحية والجانب التوعوي لأفراد تلك الشعوب. إلا أنني أنصح تلك الدول وبشكل خاص التي تحتوي على نسب إصابة مرتفعة أن تتبع النهج الصيني في التعامل مع الوباء.
لقد تفشى الوباء بصورة مفزعة في معظم بلدان العالم خلاف الصين، مسبباً عدد كبير من الإصابات والوفيات، حيث تخطت 4000 حالة و 2000 وفيات بخلاف الصين وكانت أكثرهم إصابة كلا من “إيران، وإيطاليا، وكوريا الجنوبية، واليابان”. ولقد ارسلت الصين بحسب توصيات من جانب منظمة الصحة العالمية بعض الفرق الطبية المؤهلة إلى البلدان التي تعاني من معدلات مرتفعة من الإصابة مثال “إيران وكوريا وايطاليا”.
آخر المستجدات الخاصة بكورونا
والآن نستعرض معكم آخر المستجدات الخاصة بفيروس كورونا، والتي افصحت عنها منظمة الصحة العالمية والهيئات الصحية داخل الصين ومجموعة دول أخرى ونشرت أبحاث علمية عنها، وهي كالاتي:
- الوصول إلى اختبار دقيق وسريع لكورونا يعتمد على الأجسام المضادة داخل الدم لا تتخطى مدته خمسة عشر دقيقة.
- ظهرت بعض النتائج سلبية في الأشخاص المصابين بعد أيام من التشخيص، الأمر الذي يستوجب إعادة تحليل كورونا ثلاث مرات علي الأقل.
- صرحت منظمة الصحة العالمية أن كورونا بإمكانه التواجد والتفشي في الأجواء الرطبة والطقس البارد وأيضا الحار، وذلك ربما ينفي ما يشيع حول أنه بإمكان فصل الصيف أن يقضي على الفيروس نهائياً أو يقلل نسبة الانتشار.
- تم عزل كورونا من مضخات وجهاز تكييف داخل مستشفى بسنغافورة، الأمر الذي يرجح أن كورونا ربما ينتقل بواسطة هواء التكييف.
- تم عزل كورونا من عينات براز أحد المصابين في الصين وأمريكا الأمر الذي يرجح تضاعف الوباء داخل الجهازين التنفسي والهضمي، لذلك حذرت من انتقال الفيروس بواسطة البراز أو مياه الصرف.
- تم اكتشاف سلالتين من كورونا وهما «S and L والسلالة L» إنها متحورة من S وأعلى فتكا ومقاومة للعلاج، ويؤكد الباحثون بأنها قد تكون متواجدة في أغلب الحالات الآن.
- الأطفال ممن هم دون 10 أعوام هم الأقل عرضة وإصابة بالفيروس، ونسبة الإصابة لم تتخطى 1% في الصين أثناء شهري يناير وفبراير وجميعها شفيت بالكامل من دون حدوث وفيات. جدير بالذكر أن الأشخاص الأكثر تأثرا بالمرض والأكثر عرضة للوفاة هم المسنين الذين تجاوزت أعمارهم 60 عاماً، والذين لديهم تاريخ مرضي مزمن، ومرضى والمناعة الذاتية والمرضى الذين يشكون من مشاكل الجهاز التنفسي والقلب.
- تم رصد مجموعة ضئيلة من الحالات أصيبت بكورونا مرة تانية بعد أن تماثلت للشفاء، الأمر الذي بات غير مفهوم حتى الآن، لذلك يجب التأكد من الحالات التي شفيت واجراء متابعة مدتها أسبوعين على الاقل على تلك الحالات.
- لقد ثبت أن COVID-19 لا ينتقل من المرأة الحامل الى جنينها، وذلك عبر دراسة صينية ودراسة أخرى أمريكية، غير أنه انتقل من امرأة مصابة إلى أحد الكلاب، ولذلك يحذر من خطر التعامل بصورة عامة مع الحيوانات حتى مرور تلك الازمة.
- تم رصد مجموعة من الحالات بمعدل 15% من دون أي أعراض وكانت فترة الحضانة عند بعض الحالات 3 اسابيع، وفي حالات أخرى امتدت إلي 42 يوم، ومن خلال الدراسة تبين أن المصابين بفيروس كورونا يمكنهم نقل العدوى إلي غيرهم أثناء فترة الحضانة، والمرضى داخل الحجر الطبي، والحالات التي لا تظهر عليها أعراض الإصابة يمكنهم أيضا نقل الفيروس.
طرق الوقاية من كورونا
تتلخص طرق الوقاية من فيروس كورونا “COVID-19 ” باتباع تعليمات منظمة الصحة العالمية، وهي:
- غسل الوجه واليدين بصورة دورية.
- عدم لمس الأسطح التي قد تكون ملوسة بالفيروس.
- وضع الكمامات الواقية عند الخروج من المنزل.
- البعد عن الأماكن المزدحمة والتكدس.
- عدم السفر أو التنقل إلا في حالة الضرورة القصوى.
- زيادة كفاءة الجهاز المناعي عبر التغذية السليمة، وإدراج العناصر الغنية بالفيتامينات وأيضا الأعشاب الطبيعية.
- أخذ قدر كاف من النوم كل يوم.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي.
- تحسين حالتك النفسية و المزاجية.
واخير عليك التوجه فورا إلى المستشفى في حالة ظهور أعراض المرض عليك، لإجراء فحص كوفيد-19، جدير بالذكر أنها تشبه نزلات البرد والأنفلونزا بشكل كبير.