ماذا حدث في آخر لقاء لوالدة عبد الباسط الساروت به؟ وماذا كان ينتظرها بعد عودتها؟
لقى اليوم عبد الباسط الساروت حتفه متأثرًا بجراحه بعد إصابته في معركة حماة، الدائرة بين جيش العزة السوري المعارض وقوات النظام الموالية لبشار الأسد، ومن المعروف أن ذلك الشاب الذي يبلغ من العمر 27 عامًا كان لاعبًا لكرة القدم في فريق الكرامة، إلا أنه سارع بالانضمام إلى الثورة السورية في بدايتها وبالتحديد عام 2011، واشتهر الساروت بأنه كان منشدًا وذو صوت عذب أشعل الحماس في نفوس الثُوار السوريين بهتافاته وإنشاداته، وما لا يعرفه أحد أن عبد الباسط توفى أحد أشقاؤه منذ عدة أيام نتيجة لأزمة قلبية، وأتى أيقونة الثورة لحضور تشييعه لمثواه الأخير ولم يجلس سوى لدقائق معدودة وانصرف.
والدة عبد الباسط الساروت تحكي عن آخر لقاء له معها
أما عن والدته وصبرها فحدث ولا حرج فقد أطلق عليها السوريين “خنساء الساروت”، فقد فقدت منذ اندلاع المواجهات بين المعارضين والموالين لنظام الأسد 13 شخص من ذويها، وهم زوجها وخمسة من أبنائها ومثلهم من أخواتها واثنين من أحفادها، وبرغم ذلك ما زال يظهر عليها القوة وعندما تنظر لوجهها تشعر بالوقار والهيبة تعلوه، وعن آخر لقاء لها مع الشهيد عبد الباسط الساروت تقول أنه بعد دخوله لسوريا لم يأتي لمدة عام لزيارتنا، ولا لرؤية ولدي شقيقه الذي سبقه بالشهادة برغم حبه الشديد لهما.
وتضيف الأم أنها قررت الذهاب إليه لرؤيته وبالفعل نجحت في الوصول له، وقد غمرتها السعادة لرؤية ابنها الغائب منذ فترة عنها وقد حمسته وشجعته على الاستمرار في الكفاح والنضال ضد الظلم، ولم تجلس معه طويلاً برغم شوقها الكبير له، وعادت وقلبها يرقص من الفرحة، إلا أنها بمجرد عودتها وبعد ساعات صُدمت بتعرض نجلها بسام لأزمة قلبية وتم نقله للمستشفى إلا أنه لقى حتفه بمجرد وصوله هناك.
وفي نهاية حوارها حمدت أم وليد أو “خنساء الساروت” الله كثيرًا على اختياره أبنائها وزوجها وإخوانها وحفيديها من الشهداء، وتمنت لو قدمت المزيد من الأبناء في سبيل الله وفي سبيل إنهاء الظلم الذي تتعرض له سوريا، هذا وقد نعى قائد جيش العزة السوري اليوم عبد الباسط الساروت متمنيًا من الله أن يقبله من الشهداء.