في إطار الجهود التي تبذلها مصر لاحتواء الأزمة التي يعيشها قطاع غزة، والتي شهدت مواجهات عنيفة خلال أكثر من ستة أشهر، تكبدت فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة منذ إندلاع عملية طوفان الأقصى، واستشهد في المقابل عشرات الآلاف من الأبرياء على الجانب الفلسطيني، يبدو أن الحل بات قريباً وفقاً للمؤشرات التي توصلت إليها الجهات المصرية مع الجانب الإسرائيلي.
فوفقاً لما كشفه الخبير في الشؤون الفلسطينية إبراهيم الدراوي، أن الوفد المصري الذي زار تل أبيب اليوم، والذي يمثل في مجمله جهاز المخابرات العامة المصرية، قد تمكن من تحقيق توافق في الرؤى بينه وبين الجانب الأمني الإسرائيلي، على طرح هدنة طويلة تمتد لمدة عام بين حماس من جهة، وقوات الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى.
خلال هذه الهدنة يتم دخول كافة المساعدات للقطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر الماضي، بالإضافة لعودة النازحين إلى منازلهم التي دمرتها الحرب، كذلك خروج القوات الإسرائيلية من كامل أراضي القطاع.
أسير إسرائيلي مقابل 50 فلسطيني
كما لم تغفل المباحثات المصرية الإسرائيلية تبادل الأسرى من الجانبين، حيث تم التوافق على تبادل الأسرى على فترات بواقع الإفراج عن 50 أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، على أن يكون بينهم أسرى من أصحاب الأحكام العالية، في مقابل إطلاق سراح أسير إسرائيلي من جانب المقاومة الفلسطينية.
كما أكد الدراوي أنه من المنتظر حضور وفداً من حماس للقاهرة خلال الأيام القادمة، لاستكمال الملامح النهائية للاتفاق، ومن المتوقع أن يدخل باقي الوسطاء وهم قطر والولايات المتحدة الأمريكية، في العملية التي تقودها مصر لإنهاء الشروط الأخيرة من الاتفاق الذي ينتظر أن يكون البداية لنهاية أسوء حرب شهدتها غزة منذ نكبة 1948، وأكبر خسائر لجيش الاحتلال منذ حرب أكتوبر 1973.