أعلن علماء الفيزياء الفلكية اليوم عن أول صورة حقيقية يتم التقاطها للثقب الأسود في الفضاء، وقد شارك في الاكتشاف الغير المسبوق في تاريخ البشرية أكثر من 200 عالم.
عًقدت 6 مؤتمرات صحفية متزامنة عبر العالم للكشف عن صور الثقب الأسود الموجود في قلب مجرة على بعد 53 مليون سنة ضوئية عن الأرض .
يعد الثقب الأسود خطوة كبرى للإنسانية لفهم أفضل للكون، فمنذ سنتين تقريبا ونحن ننتظر هذا الإعلان هذه الصورة التي نراها لأول مرة للثقب الأسود تم الكشف عنها قبل قليل فقط، هي للثقب الأسود العظيم او فائق الضخامة الموجود في قلب المجرة M87.
تعد الصورة التى كشف عنها الباحثون اليوم حقيقية وليست فرضية أو نظرية للثقب الأسود، وتكمن خلف هذه الصورة التي قد لا تعني شيئا لعامة الناس أجوبة أسئلة جوهرية لأسرار ومفاتيح الكون.
ما هو الثقب الأسود
اولاََ وقبل أي شئ يجب التفكير في بمعنى الثقب الأسود، وهو ببساطة أجسام موجودة في الكون تنبأ بها ألبرت أينشتاين قبل أكثر من قرن من الزمان عبر نظريته النسبية العامة.
الثقوب السوداء هي هائلة الجاذبية بطريقة لا يمكن تصورها، ولا شيء يمر من قربها يمكنه الهرب والافلات منها، إذ تلتهم الثقوب السوداء كل النجوم والكواكب والمادة وتجرها الى قلبها، حتى الضوء لا يمكنه الخروج من تلك الثقوب و لهذا نصفها بالسوداء أو المظلمة .
كيف يمكن أن نرى الثقب الأسود؟
لا يمكن رؤية الثقب الأسود لكن ما حوله منظو، فعندما يقترب أي جسم من الثقب الأسود يتم جر الجسم بقوة عظيمة قوة تجعل أي نجم أو أي كوكب وأي ماده تتفكك بشكل هائل قبل أن يبتلعها الثقب الأسود، وتفكك هذه المادة ينتج عنه اشعة السينية.
أشعة اكس يمكن رصدها من كوكبنا لكن رصد تلك الأشعة ليس بالأمر السهل، ولالتقاطها كان يجب على الإنسان اختراع تلسكوب يبلغ حجمه حجم الكرة الارضية باكملها، وبالطبع هذا غير ممكن ولكن وجد العلماء الحل بخلق شبكة تلسكوبات عبر الكرة الأرضية وتتكون هذه الشبكة من ثمانية تلسكوبات راديوية ربطت الثقبين الأسودين في وقت واحد وبشكل شديد الدقة.
المعلومات التي رصدها العلماء قاموا بتحليلها لمدة عامين وبعد عامين من العمل المضني حصل الباحثون على هذه الصورة الحقيقيه اللى التي تظهر الثقب الأسود.
أهمية الثقب الأسود
هذا الاكتشاف مهم جدا للمفاهيم العلمية ويجب القول أن ما كنا نتصوره عن الثقوب السوداء يستند إلى نظرية النسبية العامة وهذا التصور تخيل فقط، وعندما ظهرت اليوم هذه الصورة أكدت لنا جميعا صحة نظرية ألبرت أينشتاين خصوصا فيما يتعلق بجزئية الثقوب السوداء، الأن نستطيع القول أنه يمكن لأينشتاين أن يكون مرتاح في قبره لمدة سنوات وسنوات.